لم أعدْ أبكي لزينب حفني
-------------------------------
اليوم سنيمم وجهنا شطر المملكة العربية السعودية ونتحدث عن رواية لم أعُدْ أبكي للروائية السعودية زينب حفني .زينب حفني صحفية وروائية سعودية ، بدأت مشوارها في الصحافة عام 1987 ، من أهم أعمالها : ملامح ، الرقص على الدفوف ، هناك أشياء تغيب ، ونساء عند خط الاستواء .
رواية لم أعُد أبكي تتحدث عن غادة ، تلك الطفلة التي عاشت في كنف والدتها بعد طلاق والديها ، ولم تكن تزور والدها إلا في عطلة نهاية الأسبوع ، تعلقت غادة منذ صغرها بزيد ، هذا الشاب اليمني الذي تربى في بيتهم صغيراً وقام على خدمتهم كبيراً ، ولكن زيد لم يصن البيت الذي رباه ولم يحفظ يدّ الأب التي مُدت له ، ومارس أكبر الكبائر مع الطفلة ، وأمست غادة امرأة وهي في الثالثة عشر من عمرها .
رحل زيد وعاد إلى وطنه ، وترك غادة تجتر مأساتها كل يوم .
كبُرَت غادة وهي تحمل جرحها بين ضلوعها ، التحقت بكلية الآداب قسم مكتبات وعملت بعد تخرجها في إحدى المدارس الحكومية ، ولكن هذا لم يطفئ رغبتها في الحياة ، وقررت أن تطرق باب الصحافة وعن طريق صديقتها نشوى وواسطتها توظفت في إحدى أكبر صحف المملكة ، في القسم النسائي ، وفي دوامة عملها التقت بالدكتور الشاعر طلال السعدي الذي تعين نائب رئيس التحرير في الصحيفة .
ومضت الأيام وأحبت طلال حباً كبيراً وبادلها طلال الحب بالحب ، ولكن اضطر طلال إلى السفر بعد عدة سنوات من علاقته بغادة ، وتركها هو الآخر بدون كلمة وداع .
داهمت غادة آلام الروح وهاهو جرحها يتجدد بسفر طلال ، جُرِحَت للمرة الأولى وهي على بوابة الصبا من زيد ، وللمرة الثانية وهي في عقدها الثالث من طلال .
ولكن هذا لم يزد غادة إلا إصراراً على التحدي ، واتخذت قراراً بألا تستسلم لأحزانها ومسحت دموعها لتنطلق من جديد .
رواية لم أعُد أبكي رواية امرأة متمردة تعيش في مجتمعٍ ذكوري مغلق ، رواية المرأة في كل زمان ومكان ، المرأة التي تتعرض لسلطة الأب أولاً ولغدر الزمان ثانياً .
تتميز رواية لم أعُدْ أبكي بأناقة اللفظ ورقي العبارة لا ابتذال فيها ولا إسفاف ، في طياتها إصرار على التحدي ، وما دام الغد قادم فما زال هناك أمل .
رواية اليوم يشعر بها القاريء كقطعة السكر تذوب في فمه فيستمتع بمذاقها الطيب ، أحداثها كنهرٍ ينساب بكل رقة ليغمر الأشجار المحيطة به بالحب والعطاء .
رواية لم أعد أبكي ، رواية تستحق القراءة لما فيها من وفرة في الأحداث ، ورغبة في تحدي الأسوار والاستمرار رغم كل المطبات والصعوبات .
أختار لكم من الرواية ما قاله طلال السعدي رداً على غادة حينما سألته : ما الذي دفعكَ إلى حبي ؟؟
( الحب يا حبيبتي لا يعرف تفسيراً ، أتعرفين أين يكمن جمال الحب ؟؟؟
في هذا الاختيار العشوائي الذي يجعلنا نتعلق بإنسانٍ ما من دون أن ندقق في مزاياه ، وننقب عن عيوبه !!!
تسقط مشروعية الحب يوم نُعَلِق اختياراتنا على قاعدة الشروط والشروط المضادة ) .
وأخيراً ما لفت نظري بأن الكاتبة أهدت الرواية إلى نفسها قائلة : ( إلى نفسي لأثبت حقها في البقاء ) .
بقي أن نقول بأن الرواية صادرة عن دار الساقي في لبنان بطبعةٍ أولى لعام 2004 .
وإلى اللقاء مع كاتب وكتاب آخر .
-------------------------------
اليوم سنيمم وجهنا شطر المملكة العربية السعودية ونتحدث عن رواية لم أعُدْ أبكي للروائية السعودية زينب حفني .زينب حفني صحفية وروائية سعودية ، بدأت مشوارها في الصحافة عام 1987 ، من أهم أعمالها : ملامح ، الرقص على الدفوف ، هناك أشياء تغيب ، ونساء عند خط الاستواء .
رواية لم أعُد أبكي تتحدث عن غادة ، تلك الطفلة التي عاشت في كنف والدتها بعد طلاق والديها ، ولم تكن تزور والدها إلا في عطلة نهاية الأسبوع ، تعلقت غادة منذ صغرها بزيد ، هذا الشاب اليمني الذي تربى في بيتهم صغيراً وقام على خدمتهم كبيراً ، ولكن زيد لم يصن البيت الذي رباه ولم يحفظ يدّ الأب التي مُدت له ، ومارس أكبر الكبائر مع الطفلة ، وأمست غادة امرأة وهي في الثالثة عشر من عمرها .
رحل زيد وعاد إلى وطنه ، وترك غادة تجتر مأساتها كل يوم .
كبُرَت غادة وهي تحمل جرحها بين ضلوعها ، التحقت بكلية الآداب قسم مكتبات وعملت بعد تخرجها في إحدى المدارس الحكومية ، ولكن هذا لم يطفئ رغبتها في الحياة ، وقررت أن تطرق باب الصحافة وعن طريق صديقتها نشوى وواسطتها توظفت في إحدى أكبر صحف المملكة ، في القسم النسائي ، وفي دوامة عملها التقت بالدكتور الشاعر طلال السعدي الذي تعين نائب رئيس التحرير في الصحيفة .
ومضت الأيام وأحبت طلال حباً كبيراً وبادلها طلال الحب بالحب ، ولكن اضطر طلال إلى السفر بعد عدة سنوات من علاقته بغادة ، وتركها هو الآخر بدون كلمة وداع .
داهمت غادة آلام الروح وهاهو جرحها يتجدد بسفر طلال ، جُرِحَت للمرة الأولى وهي على بوابة الصبا من زيد ، وللمرة الثانية وهي في عقدها الثالث من طلال .
ولكن هذا لم يزد غادة إلا إصراراً على التحدي ، واتخذت قراراً بألا تستسلم لأحزانها ومسحت دموعها لتنطلق من جديد .
رواية لم أعُد أبكي رواية امرأة متمردة تعيش في مجتمعٍ ذكوري مغلق ، رواية المرأة في كل زمان ومكان ، المرأة التي تتعرض لسلطة الأب أولاً ولغدر الزمان ثانياً .
تتميز رواية لم أعُدْ أبكي بأناقة اللفظ ورقي العبارة لا ابتذال فيها ولا إسفاف ، في طياتها إصرار على التحدي ، وما دام الغد قادم فما زال هناك أمل .
رواية اليوم يشعر بها القاريء كقطعة السكر تذوب في فمه فيستمتع بمذاقها الطيب ، أحداثها كنهرٍ ينساب بكل رقة ليغمر الأشجار المحيطة به بالحب والعطاء .
رواية لم أعد أبكي ، رواية تستحق القراءة لما فيها من وفرة في الأحداث ، ورغبة في تحدي الأسوار والاستمرار رغم كل المطبات والصعوبات .
أختار لكم من الرواية ما قاله طلال السعدي رداً على غادة حينما سألته : ما الذي دفعكَ إلى حبي ؟؟
( الحب يا حبيبتي لا يعرف تفسيراً ، أتعرفين أين يكمن جمال الحب ؟؟؟
في هذا الاختيار العشوائي الذي يجعلنا نتعلق بإنسانٍ ما من دون أن ندقق في مزاياه ، وننقب عن عيوبه !!!
تسقط مشروعية الحب يوم نُعَلِق اختياراتنا على قاعدة الشروط والشروط المضادة ) .
وأخيراً ما لفت نظري بأن الكاتبة أهدت الرواية إلى نفسها قائلة : ( إلى نفسي لأثبت حقها في البقاء ) .
بقي أن نقول بأن الرواية صادرة عن دار الساقي في لبنان بطبعةٍ أولى لعام 2004 .
وإلى اللقاء مع كاتب وكتاب آخر .