sama-reed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
sama-reed

موقع خاص بقراءات وكتابات الشاعرة السورية ريد السباعي


    لص في مكتبة ريد !!!!

    ريد السباعي
    ريد السباعي
    Admin


    المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 24/02/2009

    لص في مكتبة ريد !!!! Empty لص في مكتبة ريد !!!!

    مُساهمة  ريد السباعي الجمعة يونيو 12, 2009 12:43 am

    منذ عدة أيام رأيتُ في المنام أن لصاً دخل غرفة المكتبة عندنا في البيت بعد خلخ وكسر النافذة وسرق كل ما في المكتبة من كتب ولم يترك لنا سوى كتاباً واحداً !!!
    فاستيقظت مذعورة ، وقصصت رؤياي على أمي فقالت لي : هم وسيزول قريباً بإذن الله لا تخافي ، فاللص أخذ الهم والشر ورحل .
    بعد المنام بأسبوع تقريباً نزلتُ إلى مكتبتي كما كل صباح ، يحدوني تفاؤولي وأملي بالرزق الوفير والحلال .
    ففتحت باب الحديد ، وأتبعته بالبلور ، وفي أولى خطواتي نحو الداخل شاهدت باب المستودع موارباً فقلت لعلي نسيته مفتوحاً وخاصةً أن آخر عمل قمت به قبل إغلاقي ليلة أمس هو إخراج بعض الكتب من المستودع .
    تقدمتُ قليلاً وإذ بسلة الأكياس مبعثرة على الأرض وهناك ( كركبة ) واضحة فاستعذت بالله من السيطان الرجيم ،وبسلمت ومدت رأسي من باب المستودع نحو النافذة المطلة على الحديقة ، وإذ بالحديد مخلوع والشبك فُجَّ رأسه وهناك أثار للص .
    ركضت مسرعة نحو البيت لأخبر أمي : ( يا أمي المكتبة سُرقت ) ، اتصلت بوالدي فأتى مسرعاً ، وبدأنا مشوارنا من القسم الجنوبي وسألنا هناك فأحالونا إلى القسم الشمالي ، وبعد مقابلة سيادة العميد وقص القصص ، أرسل معنا قوة مكونة من عدة عناصر ، دخلنا المكتبة وعاينت العناصر الواقعة وبدؤوا بتحرير المحضر ، في ساعته وتاريخه ، وبالنهاية سألني هل تدعي على اللص ، فقلت له : نعم أدعي عليه ، والمهم أن تعثروا عليه ، ليس من أجل النقود ، فقد أريد التعرف عليه .
    ولكن الشهادة لله فقد كان لصاً في غاية الذوق ، فلم يعبث كثيراً ببضاعة المكتبة الخارجية ولا بالرفوف ، فقد صبَّ همه كله على الجرار ، وفعلاً وجد مبتغاه ، فقد لملم كل ما وجده من ( فراطة ) والتي تُقدر بحوالي الألف ليرة سورية .
    ولكن ما أثبت لي حقاً أن اللص غبي هو تفتيشه لأوراقي ودفاتري الخاصة بي وبالمحل ، فقال في سره لربما أُخفي بين هذه الأوراق مئات الألوف من الليرات .
    أنا لم أحزن لفعل السرقة ، فهناك أشياء كثيرة تُسرق منّا أهم من النقود ، فالنقود أخر شيء يمكن أن يشكل بالنسبة لي هاجس ، وخاصةً إن إصلاح النافذة كلفني أكثر من المبلغ المسروق ، ولكن حزنت حقاً لأنه انتهك خصوصيتي وخصوصية مكتبتي ، قام بالكسر والخلع لكي يسرق حطام الحياة ، حُطام لا يُقاس بشيء بالنسبة لكرامة الإنسان ووجوده .
    وشر البلية ما يُضحِك أن اللص قام بواجب الضيافة قبل مغادرته للمكتبة فقد أكل من بعض الحلوى الموجودة في المكتبة .
    وما فاجأني بالأمس وأنا أرتب ما خلفه اللص من خراب أني وجدت في الجرار ليرة سورية واحدة سقطت منه سهواً وعن غير قصد طبعاً ، وبهذا الكنز الذي حصلت عليه يكون منامي قد تحقق بسرقة المكتبة وإبقاء كتاب واحد وهو الليرة السورية الباقية في الجرار .
    عندما كنَّا في حضرة العميد قال لنا : ( اليوم أفضل من الغد ، والأمس أفضل من اليوم ) ، فقلت رداً على كلامه : ( معك حق سيادة العميد فاليوم أفضل من الغد على المستوى الأخلاقي ، فنحن في أزمة أخلاق بكل أشكالها ، وما السرقة إلا نوع من أنواع هذه الأزمة ) .
    وفي النهاية لا بد من التنويه لمعاملة الشرطة وكرمهم الفائق معنا ، وبصراحة لم أكن لأتوقع هكذا معاملة وخاصةً لأني لأول مرة في حياتي أدخل قسم شرطة وإن شاء الله أخر مرة ...
    فعلاً الشرطة في خدمة الشعب .
    فلشرطة بلدنا الحبيب كل التقدير والاحترام .
    *****************

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 7:51 pm