سنبقى في لبنان ، لنتحدث اليوم عن رواية حكايتي شرحٌ يطول للروائية اللبنانية حنان الشيخ .
تحكي الكاتبة في هذه الرواية السيرة الذاتية لوالدتها ( كاملة ) ، تلك الطفلة التي تسكن في النبطية جنوب لبنان مع والدتها وأخيها كامل ، بعد انفصال والديها ، وتهرب الوالد من دفع النفقة المترتبة عليه لولديه وأمهم ، تقرر أم كاملة النزول إلى بيروت والسكن عند ابنتها من زوجها الأول .
وشاءت الظروف أن تموت شقيقة كاملة من أمها وتخلّف وراءها ثلاثة أولاد ، فتقرر الأسرة تزويج كاملة من زوج أختها المتوفاة ، للعناية بأولادها الثلاثة ، ويُعقد قران كاملة على زوج شقيقتها وهي لم تكمل بعد العاشرة من عمرها ، وتُرسل كاملة لتتعلم الخياطة لتصبح مثل شقيقتها وتساعد زوجها المرتقب بأعباء الأسرة ، فتتعرف كاملة في بيت الخياطة على محمد ، هذا الشاب الأنيق المتلعم ، فتقع في غرامه ، وما هي إلا أيام قليلة وتُزف إلى زوج شقيقتها حينما تصل إلى سن البلوغ ، فعلم محمد بهذا وعاتبها ، وهي الطفلة التي لا تدري ما يدور حولها ، ولا تُدرك عمق الجريمة التي ارتكبها أهلها بحقها ، تحاول الدفاع عن نفسها وفي الوقت ذاته تحاول أن تقنع محمد أن لا شيء من هذا قد حصل ، ولكن يُغادر محمد وتُزف هي إلى عريسها في الثالثة عشرة من عمرها ، وبعد عام تضع طفلتها الأولى فاطمة ، ولكنها لم تستطع أن تنسى محمد ، ويعود حبل الود بينهما ، وتعيش كاملة أجمل قصة حب مع محمد وهي ما تزال متزوجة ، وبعد أربع سنوات من عمر فاطمة تضع طفلتها الثانية حنان ( كاتبة الرواية ) .
يكبر الحب في قلب كلٍ من كاملة ومحمد ، والزوج حجر عثرة في طريقهما ، فيقرر محمد أن يذهب إلى شقيق كاملة من أمها ويطلب منه أن تُطلق من زوجها ليتزوجها هو ، وهذا ما كان وتترك كاملة خلفها فاطمة وحنان وأسرتها وتتزوج محمد حبيب العمر ، تنجب كاملة ثلاث بنات وولدين خلال عشر سنوات عاشتهم مع محمد ، وبعد ذلك تأتي الأيام محملة بقرار القدر ويموت محمد حبيب العمر وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها .
تعيش كاملة بين مطالبة الدائنين وبين قرّ الحياة وقساوتها ، لتربي أولادها الخمسة بعدما رفضت وصاية العم .
كان بيتها مقصد الزوار ، وملجأ لكل مهمومٍ مكروب ، كن يجتمعن عندها الصديقات والأقرباء ، والأهل ، ويمرحون ويأكلون ، فكان بيتها بمختصر الكلام منتزه للجميع .
تروح الأيام وتأتي وتُصاب كاملة بالمرض اللعين ( السرطان ) ، وتموت محملة بهزيمة المرض بعد أحداث 11 سبتمبر .
تقول كاملة : ( لو كنت أعرف القراءة والكتابة لكتبت قصة حياتي بنفسي ) .
رواية مؤثرة ، فيها الكثير من الأحداث ، تُبرِز بين طياتها الجهل الذي كان يتمتع به الأهل أيام زمان ، وتُبرِز وجع الأرملة وهي ما تزال في ريعان الصبا ، وطمع القريب والبعيد فيها .
وتُعرِج الرواية على أحداث لبنان وخاصةً عامي 1958 و 1975 .
في الرواية أحداث كثيرة ومتشعبة أحياناً تُثير الضحك وأحياناً أخرى تثير الدمعة .
رواية تستحق القراءة ، وهي صادرة عن دار الآداب في لبنان بطبعتها الأولى لعام 2005 .
*********
أختار لكم من الرواية رسالة كاملة إلى ابنتها حنان :
تقول كاملة : ( آخر ما تقرأه حنان رسالتي إليها التي أمليتها على ابني الصغير في إحدى زياراتي الطويلة إلى أميركا :
لا تقسي على ماضٍ ولَّى ، إنَّه كان حلواً لأني تحديت الجلاد ، وتحديت القيود في معصمي ، واسترجعت حريتي من الجواري المباعة بلا ثمن ، القدر كان أقوى مني وحطَّمني ، وأخذ كل شيء مني ، وأصبحتُ شجرةً عاريةُ بلا أوراق ، أوراقها تقفزمن رصيف إلى رصيف مع رفاقها الريح والهواء ، وأصبحتُ شراعاً بلا شاطيء ...... ) .
تحكي الكاتبة في هذه الرواية السيرة الذاتية لوالدتها ( كاملة ) ، تلك الطفلة التي تسكن في النبطية جنوب لبنان مع والدتها وأخيها كامل ، بعد انفصال والديها ، وتهرب الوالد من دفع النفقة المترتبة عليه لولديه وأمهم ، تقرر أم كاملة النزول إلى بيروت والسكن عند ابنتها من زوجها الأول .
وشاءت الظروف أن تموت شقيقة كاملة من أمها وتخلّف وراءها ثلاثة أولاد ، فتقرر الأسرة تزويج كاملة من زوج أختها المتوفاة ، للعناية بأولادها الثلاثة ، ويُعقد قران كاملة على زوج شقيقتها وهي لم تكمل بعد العاشرة من عمرها ، وتُرسل كاملة لتتعلم الخياطة لتصبح مثل شقيقتها وتساعد زوجها المرتقب بأعباء الأسرة ، فتتعرف كاملة في بيت الخياطة على محمد ، هذا الشاب الأنيق المتلعم ، فتقع في غرامه ، وما هي إلا أيام قليلة وتُزف إلى زوج شقيقتها حينما تصل إلى سن البلوغ ، فعلم محمد بهذا وعاتبها ، وهي الطفلة التي لا تدري ما يدور حولها ، ولا تُدرك عمق الجريمة التي ارتكبها أهلها بحقها ، تحاول الدفاع عن نفسها وفي الوقت ذاته تحاول أن تقنع محمد أن لا شيء من هذا قد حصل ، ولكن يُغادر محمد وتُزف هي إلى عريسها في الثالثة عشرة من عمرها ، وبعد عام تضع طفلتها الأولى فاطمة ، ولكنها لم تستطع أن تنسى محمد ، ويعود حبل الود بينهما ، وتعيش كاملة أجمل قصة حب مع محمد وهي ما تزال متزوجة ، وبعد أربع سنوات من عمر فاطمة تضع طفلتها الثانية حنان ( كاتبة الرواية ) .
يكبر الحب في قلب كلٍ من كاملة ومحمد ، والزوج حجر عثرة في طريقهما ، فيقرر محمد أن يذهب إلى شقيق كاملة من أمها ويطلب منه أن تُطلق من زوجها ليتزوجها هو ، وهذا ما كان وتترك كاملة خلفها فاطمة وحنان وأسرتها وتتزوج محمد حبيب العمر ، تنجب كاملة ثلاث بنات وولدين خلال عشر سنوات عاشتهم مع محمد ، وبعد ذلك تأتي الأيام محملة بقرار القدر ويموت محمد حبيب العمر وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها .
تعيش كاملة بين مطالبة الدائنين وبين قرّ الحياة وقساوتها ، لتربي أولادها الخمسة بعدما رفضت وصاية العم .
كان بيتها مقصد الزوار ، وملجأ لكل مهمومٍ مكروب ، كن يجتمعن عندها الصديقات والأقرباء ، والأهل ، ويمرحون ويأكلون ، فكان بيتها بمختصر الكلام منتزه للجميع .
تروح الأيام وتأتي وتُصاب كاملة بالمرض اللعين ( السرطان ) ، وتموت محملة بهزيمة المرض بعد أحداث 11 سبتمبر .
تقول كاملة : ( لو كنت أعرف القراءة والكتابة لكتبت قصة حياتي بنفسي ) .
رواية مؤثرة ، فيها الكثير من الأحداث ، تُبرِز بين طياتها الجهل الذي كان يتمتع به الأهل أيام زمان ، وتُبرِز وجع الأرملة وهي ما تزال في ريعان الصبا ، وطمع القريب والبعيد فيها .
وتُعرِج الرواية على أحداث لبنان وخاصةً عامي 1958 و 1975 .
في الرواية أحداث كثيرة ومتشعبة أحياناً تُثير الضحك وأحياناً أخرى تثير الدمعة .
رواية تستحق القراءة ، وهي صادرة عن دار الآداب في لبنان بطبعتها الأولى لعام 2005 .
*********
أختار لكم من الرواية رسالة كاملة إلى ابنتها حنان :
تقول كاملة : ( آخر ما تقرأه حنان رسالتي إليها التي أمليتها على ابني الصغير في إحدى زياراتي الطويلة إلى أميركا :
لا تقسي على ماضٍ ولَّى ، إنَّه كان حلواً لأني تحديت الجلاد ، وتحديت القيود في معصمي ، واسترجعت حريتي من الجواري المباعة بلا ثمن ، القدر كان أقوى مني وحطَّمني ، وأخذ كل شيء مني ، وأصبحتُ شجرةً عاريةُ بلا أوراق ، أوراقها تقفزمن رصيف إلى رصيف مع رفاقها الريح والهواء ، وأصبحتُ شراعاً بلا شاطيء ...... ) .