sama-reed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
sama-reed

موقع خاص بقراءات وكتابات الشاعرة السورية ريد السباعي


    أنتَ مثل أخي ..

    ريد السباعي
    ريد السباعي
    Admin


    المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 24/02/2009

    أنتَ مثل أخي .. Empty أنتَ مثل أخي ..

    مُساهمة  ريد السباعي الإثنين أبريل 06, 2009 11:01 pm


    متى نُطلِق هذه العبارة وعلى من نطلقها ( أنتَ مثل أخي ) .
    كثير من الأشخاص نصادفهم في مشوار الحياة ، قد نشعر تجاههم بشعورٍ بسيط ، ليس هو بالحب ولا الإعجاب ، مجرد شعور فنقول أنتَ مثل أخي .
    تقول جداتنا قديماً : عندما يتألم المرء يقول أخ !!!
    فمن هو الأخ ؟؟؟
    هل الأخ هو من تربطنا به الرابطة الأسرية ، هو من تربينا معه في بيتٍ واحد وفي ظلِّ أبوين مشتركين ، تلقنا الدروس ذاتها ، والأعراف والتقاليد ذاتها ، وشربنا من النهر ذاته .
    تعلمنا القيم الأخلاقية والأسس الدينية ذاتها ، وبعدها كل منا اختار طريقه ، فشرقتنا الحياة وغربتنا .
    أم هو كما يقول الفلاسفة ودعاة السلام أخي بالإنسانية ، لا فرق بيننا ولا تفريق ، وانما أخوة أبانا واحد وأمنا هي الأرض .
    من هو الأخ ؟؟؟
    فبعدما تلاشت العلاقة الأخوية في زحمة الحياة ، أمسينا نبحث عن أخوة يشبهون أخوتنا وقد لا يشبهونهم ، المهم هو ملء الفراغ العاطفي الذي تركه أخوتنا عند غيابهم .
    وما يصادفنا في حياتنا من اشكاليات :أننا عندما نطلب رقماً هاتفياً ويكون الرقم خطأ نسمع الطرف الآخر يقول غلط يا أخي .
    وعندما نذهب إلى محلٍ تجاري نسمع صاحب المكان يقول تفضل يا أخي .
    وإذا تعثرنا في الطريق فهناك من يقول أجاركَ الله يا أخي .
    وإن أردنا كتابة رسالة لشخصٍ مجهول روحاً معلوم اسماً نقول أخي العزيز .
    فمن أين ومتى أصبحنا أخوة وأنتَ لا تعرفني وأنا لا أعرفك !!!
    أم هي مجرد كلمةٍ سحرية قد تُفتِّق في ذاكرتنا عند سماعها شوقنا إلى الأخوة الذين ربطتنا بهم الدماء ، وحبل السرة .
    فهل يرتقي أي شخصٍ في العاطفة إلى مستوى الأخ ؟؟؟
    إن كلمة يا أخي كلمة فضفاضة تقبل كل المقاييس وتستوعب مختلف المشاعر الإنسانية .
    فأي شخصٍ يمكن أن يكون أخ لأن الأخوة تقبل الاختلاف ، ولكن لا يمكن لأي شخص أن يكون صديق لأن الصداقة لا تقبل الاختلاف ، ففي مضمار الصداقة لا بد أن يقتسم الصديق مع صديقه الهواية ذاتها والهم ذاته ، وينشطر قلب أحدهما ليعانق قلب الآخر .
    أخي أحبه ولكن صديقي اشتاق إليه ، أشعر برغبةٍ للحديث معه ، أشعر بروحي تهاجر إليه عند غيابه .
    أخي احترمه ولكن صديقي لا حواجز بيننا هو أنا وأنا هو .
    أخي لا يمكن أن يرقى إلى مرتبة الصديق أما صديقي يمكن أن يكون أخي ولكن بالتأكيد ليس حبيبي .
    المشكلة في مجتمعنا الشرقي أننا نخلط ما بين العواطف والمشاعر ، فكل من يتطلع بنا نخاله عاشقاً وغاب عن ذهننا هواية الرجل الشرقي باقتناص النظر ، وهواية المرأة الشرقية بالغواية .
    كل من يحقن وريدنا ببضع كُليمات لطيفة نخاله حبيباً والحب مشوار طويل .. طويل ، يصادفه الكثير من المد والجزر ، يصادفه الكثير من العثرات ، فطريق الحب ليس ممهداً سهلاً إنه محفوف بالأشواك والمخاطر .
    وملخص القول أن كلمة أخي كما قلتُ سابقاً كلمة فضفاضة تقبل كل المشاعر والأحاسيس وتستوعب كل الأطراف وتنهل من كل المشارب .
    فلذلك علينا أن ندرس عواطفنا ومشاعرنا بكثيرٍ من الدقة كي لا نقع في مطب التسميات .
    ولكم محبتي ممزوجة بعطر الأخوة الصادقة .
    ريد السباعي 20/3/2008 .
    sunny sunny sunny

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:40 pm