تخرَّجَ من كلية الهندسة الميكانيكية ، وبعد انتظار توظف في إحدى المؤسسات الحكومية ، براتب مهندس مبتديء .
رأها .. أعجبته ، ذهب وعائلته إلى بيت ذويها خاطباً ..
بعد السلام والكلام وفنجان القهوة .. قالت أمها :
نحن لا شروط لنا ، ولا نريد منكم شيئاً سوى أن تقدروا ابنتي وتمنحوها قيمتها ، لا نريد شيء ...
فقط ......
المؤخر : خمسة ملايين غير مقبوضة ، وتُدفَع حين الطلب .
المقدم : بيت بأثاثه وسيارة آخر موديل باسم ابنتي .
أما الشبكة : فمن المؤكد لن تجلبوا إلا قيمتكم ، خاتم سولتير لا يقل عن نصف مليون ، وإن زدتم فأنتم أهل الجود والكرم .
وبالنسبة لشهر العسل : نحن أسرة قانعة ، لا نريده في أستراليا ولا في جزر هاواي ، يكفينا جولة أوروبية :
فرنسا لأن ابنتي تهوى العطور الفرنسية .
إيطاليا لشراء بعض الأحذية والحقائب .
ولا بد من زيارة سويسرا فالوقت كالذهب .
أما الأعمال المنزلية فيمكن تقسيمها عليكما أنتما الأثنين ، أنتَ للمسح والجلي والغسيل والكوي ، وابنتي لمشاهدة القنوات الفضائية وأخر صرعات الموضة ، والجديد في عالم التجميل ، لا لشيء إلا لتبدو أكثر جمالاً في عينيك .
ملاحظة : إذا كانت الأعمال المنزلية سترهق كاهلكَ ما عليكَ إلا الاستعانة بروكينا الأندونيسية ، أو ريمي الفلبينية ، أو ماميتو الأثيوبية .
أما الطعام : لا مشكلة فيه ، فابنتي معتادة على الكروسان صباحاً ، والكوردون بلو والبطاطا بيريه والكافيار على الغذاء ، وابنتي لا تتعشى فقط تتناول القليل من المكسرات للذاكرة ، وبعض الفواكه كالكيوي والأناناس والأفوكاد والمانغا لنضارة البشرة .
أما الراتب الشهري فلا طمع لنا فيه ، وإنما كل ما يأتي خارج الراتب فهو لابنتي ، وأنا على يقين ودراية بأن صهر المستقبل سيكون ( قد حاله ) ، وعلى قَدْر المسؤولية ، وعليه ألا يفوت فرصة إلا ويغتنمها لجلب المال ، لا يهُم الطريقة ولا تهم شرعيتها ، المهم الحصول على الكثير من المال فابنتي مدللة جداً .
قال والده : هل من طلباتٍ أخرى ؟؟؟
قالت له : لا ... فكما قلت لكم سابقاً نحن جماعة قانعة ، ونعلم أن ابنكم في بداية حياته العملية ، ولا نريد أن نثقل كاهله ، وكله من قيمتكم .
حينها انفجر الأب ضاحكاً وخرج وهو يردد : رحِمَ الله والدها الفاشل الذي مات والديون تتدفق من ذيله ، ورحم الله طقم الكنب الذي حاكى جدة جدتي بقِدَمِهِ ، واستورد خصيصاً من سوق الجمعة لتزيين صالونهم ، ورحم الله خزانة الحديد المخلَّعة الأبواب التي كانت تحتل صدر غرفة الطعام !!!!
وخرج الولد المهندس راكضاً قبل شروق الشمس نحو دائرة الأحوال المدنية ، ليُسَجَل في إضبارته الشخصية ، عازب مع سبق الإصرار والترصد ، عازب حتى اللانهاية ، عازب حتى قيام الساعة .
**************
قصة مستوحاة من الواقع .
ريد السباعي 1 / 6 / 2008