sama-reed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
sama-reed

موقع خاص بقراءات وكتابات الشاعرة السورية ريد السباعي


    بين عشق وعشق يتأرجح وجعي": حب يسقي أمنيات الخلود

    ريد السباعي
    ريد السباعي
    Admin


    المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 24/02/2009

    بين عشق وعشق يتأرجح وجعي": حب يسقي أمنيات الخلود Empty بين عشق وعشق يتأرجح وجعي": حب يسقي أمنيات الخلود

    مُساهمة  ريد السباعي الأحد يونيو 27, 2010 12:11 am


    محمد الأصفر


    عرفناها عبر النت، بين الحين والآخر يصلنا رابط خجول لإحدى المنتديات الأدبية، واحتراما للثقافة والأدب نطلع على هذا الرابط، نقرأ ما به من مادة ونبتسم ونتفاعل مع هذه الكلمات الجميلة الرقيقة المشحونة بالوجع والحنين والأمل والرجاء والقوة والمروءة.

    على الرغم من أن معظم ما يصلنا من الشاعرة المبدعة ريد قصائد ونصوص عاطفية تخرج من الوجدان وتخاطب الوجدان وترصد براكين من المشاعر المتأججة في الذات وفي اللاوعي، وعلى الرغم من أن موضوع الرومانسية والحب والعشق والأحلام والأماني ليست من المواضيع التي أحب أن أقرأها لأني لا أبدع جيدا في مثل هذه المواضيع إلا أن كلمات هذه الشاعرة السورية تزيح ترددي في القراءة جانبا وتقرأ نفسها في قلبي وتخرج مخلفة بساتين ورد وشآبيب مطر وشموس صباحية مشرقة.

    لم يكن بيننا وبين هذه الشاعرة اتصال مباشر حتى عرفنا عليها الصديق الكاتب زياد العيساوي قائلا أنها مهتمة بالأدب الروائي وقرأت لك ولبعض الكتاب الليبيين بعض الروايات المنشورة في سوريا، وبعد عدة نصوص جميلة نشرتها هذه الشاعرة ها هي تنشر كتابها الأول أو ديوانها الأول إن اعتبرنا أن كل مادته تنتمي لصنف الشعر.

    الديوان بعنوان "بين عشق وعشق يتأرجح وجعي"، ويقطع الديوان مسافات طويلة ويصلنا سعيدا في بنغازي ممهورا بإهداء وكأنه قصيدة وبالطبع نفضل القراءة الورقية على قراءة الشاشة ونقرأه قبل أن يألف المكان ويصيبه غبار بنغازي وحرها ويتأذى من ملحها.

    ومثلما قرأت نصوصها عبر النت ها انذا أقرأها في وليد ورقي طازج أنيق ومجمل القصائد هي قصائد وجدانية تبدأ كخاطرة وفي رحلتها نحو عالم الإبداع تبدأ في التشكل إلى قصيدة لتصل إلى مرفأ القلب وقد تجاوزت الشكل التقليدي للقصيدة معلنة عن نفسها كنص مفتوح به من الشعر والنثر والسرد القصير جدا والمسرح والحكمة والصدق والشفافية والجمال.

    لم يقتصر شعر ريد السباعي على الموضوع العاطفي فقط إنما تناولت العديد من المواضيع التي تهم الحياة خاصة القضية الفلسطينية ومدينة القدس بالذات كذلك لا تخلو قصائدها من نبرة ثورية تمردية تنقشها عبر قلبها بواسطة تقنية السجال أو الحوار ففي قصيدتها حلم يحاكي السراب نقرأ:

    "قالت له : اشتقتُ إليكَ
    قال لها : ويحكِ يا امرأة
    أوَ تعلينها صراحة ...
    قالت له : إلى متى سنبقى كالقطيع

    نُغمِضُ أعيننا
    ونتعثر بالوحلِ
    نسكبُ على بقايا مشاعرنا الزيت
    ونُضرِمُ في قلوبنا النار
    إلى متى سنبقى بلا صوت
    بلا رأي

    يغتالنا الضمير
    وتمزقنا الوحوش
    إلى متى .... يا رجل ؟؟؟
    سنكتم الشوق
    سنكتم البوح

    ونمشي كعميانٍ أضاعوا القنديلَ.
    قال لها : أوَ قد أصبحَ لكِ صوت
    أصبحتِ تناجين المستحيلَ
    وأصبحتِ تتذمرين وتتململين
    .. !!!
    قالت له : أنتَ المستحيل
    أنتَ الوهم."

    في الديوان باقة متنوعة من القصائد الجميلة أفضل عدم نشر مقتطفات منها لأترك القارئ يكتشف القصائد بنفسه ويتمتع بها دون قراءة مجتزأ منها سابقا ليعيش أجواء القصيدة بصورة كاملة.

    وفي حوار صحفي سُئلت عن معنى وفلسفة ومفهومه الحب في قصائدها فأجابت :
    الحب هو تلاقي الأرواح والارتقاء بها ومن هنا ربما كان للروح "المتمثلة بالحب العذري" الظهور الأكبر في نصوصي.

    ومن وجهة نظري الخاصة التي اتفق فيها مع الآخر أو اختلف أن الحب من أجل الحب فقط هو أرقى نوع في سلم العواطف الإنسانية، فالحب هو ارتقاء وسمو وخلود وأنا دائماً أبحث عن الخلود بطريقةٍ ما.

    للشاعرة أيضا كتابات نقدية ومقالات أدبية تنشرها في عدة منابر ثقافية وأيضا في مدونتها الخاصة وهي مقاربات نقدية وقراءات ذات قيمة إبداعية باهرة، الديوان صادر عن دار الارشاد للنشر بسوريا وهذا الديوان الذي قدمناه عبر هذا العرض السريع يعتبر من التجارب الشعرية الجميلة الجديرة بالقراءة وبالمتابعة النقدية لما يحوي من قصائد ونصوص تشكل ملامح تجربة شعرية جديدة تخوضها الشاعرة ريد منطلقة من ذاتها ومحلقة في فضاءات شاسعة وماسة بعبيرها ونارها.

    أحاسيس متشابكة في نفوس القراء مشاركتها حزنها وفرحها وهمها وسعادتها ومن خلال إبداعها لهذه القصائد ومنحها للقارئ يحدث التفاعل والتلاقح والمشاركة الوجدانية التي تجمع بين كل البشر بغض النظر عن الجنس أو اللغة أوالدين ليعم السلام والحب والسعادة وينتهي الظلام والظلم والجهل ولتتحول قسوة الحياة إلى رغد يتنعم به الجميع بنسب شبه متساوية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:11 pm